سلسلة الأنبياء

 

يونان

 

والحوت

 

مقتطفات من الوحي المقدس

 

 

خلفية

قديما كانت النزعة القبلية والعصبية منتشرة جدا بين شعوب الأرض. فكان لكل منها آلهتها التي تعبدها معتقدة أنها هي خالقة الكون والمتحكمة فيه

كل جماعة كانت توقر آلهتها على أنها هي مصدر القوة والنصرة، وتحتقر في نفس الوقت آلهة باقي القبائل

مجرد احترام أي فرد لعقيدة الآخرين كان يعتبر خيانة عظمى، وتواطؤا مع القبائل المعادية، يستحق عليه اشد أنواع التعذيب والقتل

كان اليهود - دون أن يدروا - مثل باقي الشعوب في ذلك الوقت حيث اعتقدوا أن إلههم الخالق يفضلهم عن غيرهم. كأن باقي الشعوب هم صنعة آلهة أخرى

مدينة نينوى كانت قبلة للتجار والمنتفعين بما تبيحه لهم عباداتهم لآلهتهم في ذلك الوقت

 

كان يونان رجلا عبرانيا (يهوديا) صالحا، واسمه معناه يمامة أو حمامة. أراد الله أن يرسله لأمة غير أمة اليهود، ليبين لهم محبته ورغبته سبحانه في أن يخلصهم من الشر الذي كانوا غارقين فيه

السطور القادمة ليست مقتطفات كما تعودنا لكنها هي النص الكامل لسفر يونان. فتعالوا نقرأها ونفكر في كل كلمة منها

 

** يونان والبحر المتمرد **

وصار قول الرب إلى يونان بن أمتاي قائلا. قم اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة وناد عليها لأنه قد صعد شرهم أمامي. فقام يونان ليهرب إلى ترشيش من وجه الرب فنزل إلى يافا ووجد سفينة ذاهبة إلى ترشيش فدفع أجرتها ونزل فيها ليذهب معهم إلى ترشيش من وجه الرب. فأرسل الرب ريحا شديدة إلى البحر فحدث نوء عظيم في البحر حتى كادت السفينة تنكسر. فخاف الملاحون وصرخوا كل واحد إلى إلهه وطرحوا الأمتعة التي في السفينة إلى البحر ليخففوا عنهم وأما يونان فكان قد نزل إلى جوف السفينة واضطجع ونام نوما ثقيلا. فجاء إليه رئيس النوتية وقال له ما لك نائما قم اصرخ إلى إلهك عسى أن يفتكر الإله فينا فلا نهلك. وقال بعضهم لبعض هلم نلقي قرعا لنعرف بسبب من هذه البلية فالقوا قرعا فوقعت القرعة على يونان

ترى لماذا لم يرغب يونان في الذهاب إلى نينوى؟

 

** الاضطراب بسبب عدم طاعة الله **

فقالوا له اخبرنا بسبب من هذه المصيبة علينا ما هو عملك ومن أين أتيت ما هي أرضك ومن أي شعب أنت. فقال لهم أنا عبراني وأنا خائف من الرب اله السماء الذي صنع البحر والبر. فخاف الرجال خوفا عظيما وقالوا له لماذا فعلت هذا فان الرجال عرفوا انه هارب من وجه الرب لأنه اخبرهم. فقالوا له ماذا نصنع بك ليسكن البحر عنا لان البحر كان يزداد اضطرابا. فقال لهم خذوني واطرحوني في البحر فيسكن البحر عنكم لأنني عالم انه بسببي هذا النوء العظيم عليكم. ولكن الرجال جدفوا ليرجعوا السفينة إلى البر فلم يستطيعوا لان البحر كان يزداد اضطرابا عليهم

ترى لماذا تصرف يونان بهذه الطريقة؟

 

** يونان في بطن الحوت **

فصرخوا إلى الرب وقالوا آه يا رب لا نهلك من اجل نفس هذا الرجل ولا تجعل علينا دما بريئا لأنك يا رب فعلت كما شئت. ثم اخذوا يونان وطرحوه في البحر فوقف البحر عن هيجانه. فخاف الرجال من الرب خوفا عظيما وذبحوا ذبيحة للرب ونذروا نذورا. وأما الرب فاعد حوتا عظيما ليبتلع يونان فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال

اشرح كيف استخدم الله الموقف لفائدة رجال السفينة؟

 

** صلاة من بطن الحوت **

فصلى يونان إلى الرب إلهه من جوف الحوت. وقال دعوت من ضيقي الرب فاستجابني صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتي. لأنك طرحتني في العمق في قلب البحار فأحاط بي نهر جازت فوقي جميع تياراتك ولججك. فقلت قد طردت من أمام عينيك ولكنني أعود انظر إلى هيكل قدسك. قد اكتنفتني مياه إلى النفس أحاط بي غمر التف عشب البحر برأسي. نزلت إلى اسافل الجبال مغاليق الأرض علي إلى الأبد ثم أصعدت من الوهدة حياتي أيها الرب الهي. حين أعيت في نفسي ذكرت الرب فجاءت إليك صلاتي إلى هيكل قدسك. الذين يراعون أباطيل كاذبة يتركون نعمتهم. أما أنا فبصوت الحمد اذبح لك وأوفي بما نذرته للرب الخلاص. وأمر الرب الحوت فقذف يونان إلى البر

أذكر موقفا صعبا كان سببا في تصحيح مسارك؟

 

** الله يرسل يونان مرة ثانية **

ثم صار قول الرب إلى يونان ثانية قائلا. قم اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة وناد لها المناداة التي أنا مكلمك بها. فقام يونان وذهب إلى نينوى بحسب قول الرب أما نينوى فكانت مدينة عظيمة لله مسيرة ثلاثة أيام. فابتدأ يونان يدخل المدينة مسيرة يوم واحد ونادى وقال بعد أربعين يوما تنقلب نينوى. فآمن أهل نينوى بالله ونادوا بصوم ولبسوا مسوحا من كبيرهم إلى صغيرهم. وبلغ الأمر ملك نينوى فقام عن كرسيه وخلع رداءه عنه وتغطى بمسح وجلس على الرماد. ونودي وقيل في نينوى عن أمر الملك وعظمائه قائلا لا تذق الناس ولا البهائم ولا البقر ولا الغنم شيئا لا ترع ولا تشرب ماء. وليتغط بمسوح الناس والبهائم ويصرخوا إلى الله بشدة ويرجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذي في أيديهم. لعل الله يعود ويندم ويرجع عن حمو غضبه فلا نهلك. فلما رأى الله أعمالهم انهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ندم الله على الشر الذي تكلم أن يصنعه بهم فلم يصنعه

كيف تختلف نظرة الناس لبعضهم عن نظرة الله لهم؟

 

** صدمة يونان **

فغم ذلك يونان غما شديدا فاغتاظ. وصلى إلى الرب وقال آه يا رب أليس هذا كلامي إذ كنت بعد في أرضي لذلك بادرت إلى الهرب إلى ترشيش لأني علمت انك اله رؤوف ورحيم بطيء الغضب وكثير الرحمة ونادم على الشر. فالان يا رب خذ نفسي مني لان موتي خير من حياتى. فقال الرب هل اغتظت بالصواب. وخرج يونان من المدينة وجلس شرقي المدينة وصنع لنفسه هناك مظلة وجلس تحتها في الظل حتى يرى ماذا يحدث في المدينة. فاعد الرب الإله يقطينة فارتفعت فوق يونان لتكون ظلا على رأسه لكي يخلصه من غمه ففرح يونان من اجل اليقطينة فرحا عظيما. ثم اعد الله دودة عند طلوع الفجر في الغد فضربت اليقطينة فيبست. وحدث عند طلوع الشمس أن الله اعد ريحا شرقية حارة فضربت الشمس على راس يونان فذبل فطلب لنفسه الموت وقال موتي خير من حياتي

كيف يفكر الإنسان عندما ينال الأشرار خيرا؟

 

** الدرس الإلهي **

فقال الله ليونان هل اغتظت بالصواب من أجل اليقطينة فقال اغتظت بالصواب حتى الموت. فقال الرب أنت شفقت على اليقطينة التي لم تتعب فيها ولا ربيتها التي بنت ليلة كانت وبنت ليلة هلكت. أفلا أشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة التي يوجد فيها اكثر من اثنتي عشرة ربوة من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم وبهائم كثيرة

اشرح بكلماتك، مقدار محبة الله لنا نحن البشر؟

 

الأسئلة

خمن سبب عدم رغبة يونان في الذهاب إلى نينوى؟

……………………………………………………

هل كراهية يونان العبراني (اليهودي) للكفرة المشركين كان هو سبب تصرفه هذا؟

……………………………………………………

اشرح كيف استخدم الله الموقف لفائدة رجال السفينة؟

……………………………………………………

أذكر موقفا صعبا أجازك فيه الله لكي يصحح مسارك؟

……………………………………………………

كيف يختلف حكم الناس على الآخرين عن حكم الله؟

……………………………………………………

ماذا نفتكر عندما ينعم الله على من نعتقد أنهم لا يستحقون؟

……………………………………………………

اشرح بكلماتك، تلك الطريقة التي ينظر بها الله إلينا؟

……………………………………………………

 

و مرحبا بكل أسئلتك وتعليقاتك

http://lifelesson.tripod.com